قد لا يختلف اثنان على
ان دبي باتت الحاضن الاول لحركة الاعلام في العالم العربي وربما الدولي وما يحمل
ذلك من امتدادات دولية في ظل كل المتغيرات المتسارعة في منطقتنا فدبي اصبحت وجهة
مؤسسات دولية عريقة حيث انها اتخذت من هذه المدينة مقرا لها..ولو لم تتوفر شروط
العمل والابداع للعمل الصحفي والاعلامي والذي تبقى حرية التعبير هي شريانه النابض
لما تحملت هذه المؤسسات الدولية مشقة وعناء الانتقال الى دبي التي هي مدينة ليست
ككل المدن..فهي تبقى المثال الناطق لمدينة معولمة ..يجتمع فيها الشرق والغرب
وتتلاقى فيها كل المشارب والأفكار لتمتزج الثقافات والحضارات رغم تنافرها احيانا
لكن بالنهاية تنتج انسجاما فريدا يجعل الجميع يدخل في منظومة تعزف على وتر واحد
مما يحدث تناغما وإبداعا يجعل من دبي ما هي عليه اليوم..
..واذا جاز التعبير فإن دبي باتت مدينة كل المدن او" مجمعات سكنية ذات مجتمعات واختصاصات فهناك مجتمع اعمال " مجتمع تجارة دولية" مجتمع البنوك" ومجتمع الأبراج العقارية" وايضا هي مجتمع ثقافة اسمح لنفسي بأن أصفها بالحديثة: ثقافة الاعلام" وليس غريبا أن لكل هذه المجتمعات المؤتلفة تحت سقف دبي اسم مثل مدينة المعرفة ومدينة الاعلام .. الخ.
مئات المؤسسات الاعلامية غير الامارتية اختارت دبي مقرا لها ليس لتوفر أسباب الراحة وكل ما يحتاجه المواطن او الوافد او العابر او لأسباب التسهيل القانوني والاداري// القضية تتصل بما توفره دبي من حرية تعبير اعلامية كما سبق وذكرت على قاعدة الحرية المسؤولة// وليس صدفة انها تستضيف سنويا منتدى اعلامي كبير يجمع المئات من اربع جهات الارض//
وطالما ارتبط الاعلام بكل انواعه من مكتوب ومرئي ومسموع بالحربة بما يعني البحث عن الحقيقة ونقل الحدث والتدقيق بصدقيته وبحرفية مهنية// فالحرية هنا كي تقترن بالابداع فيعني بأحد جوانبه الاختلاف في الرؤى والقراءة لما بين السطور// وهنا تأتي ميزة اساسية لا يتمتع بها سوى قلة في الدول العربية// انها المدينة الاعلامية في دبي// ميديا سيتي// وبغض الطرف عن الاعلام الاجنبي بين جنباتها // فإن هذه المدينة باتت بمثابة جامعة الاعلام العربي على وزن جامعة الدول العربية// هي جامعة لكل مشارب واهواء الاعلام العربي وبكل تلاوينه من سياسية وتجارية وفنية ومعها اعلام التواصل الاجتماعي
في دبي يبدو اقتصاد المعرفة بات احد عناوين المدينة الامارة// الامر لا يقتصر على الميديا سيتي حيث العالم في دبي بمعظم شاشاته ولم تحول المدينة العالم الى قرية صغيرة كما قيل ويقال انما واحة لمنابع المعرفة ومكوناتها الحديثة // وهنا الى جانب مدينة دبي للاعلام// هناك دبي للانترنيت // وقرية المعرفة ودبي للتكنولوجيا /لتتثبت مقومات اقتصاد المعرفة//
اذا وضعنا جانبا ما قدمته وتقدمه دبي كملتقى اعلامي عالمي وعربي// تثير التساؤلات نفسها حول الاعلام العربي// هل لدينا اعلام عربي بعيدا عن الهياكل والمؤسسات بمعنى الاعلام المبدع الهادف الصادق صاحب الرسالة الاجتماعية الثقافية الانسانية وليس فقط سياسية وما تحمله من صراعات// هل يسجل اعلامنا تقدما // هل يتماشى ويواكب ما يجري في العالم من تطورات مذهلة ومتسارعة في قطاع الاعلام والتواصل والتكنولوجيا الاعلامية/ بالطبع هذا يحتاج الى الكثير من البحث والتحقق// أين اعلامنا كعرب من اعلام العالم// لا اقصد الكلام الممجوج عن الحريات والتعبير والديمقراطية التي باتت في الغرب مجرد شعارات لأهداف سياسية//
اين اعلامنا//
مع التطورات السريعة والمتسارعة التي تشهدها ثورة الاتصالات والتكنولوجيا يتحتم على الاعلام البحث في مفاهيم جديدة ومعايير جديدة للمهنة طالما ان الاعلام يهدف لصناعة الرأي العام وإعادة صياغته احيانا كثيرة//صناعة الرأي العام لم تعد حكرا على الاعلام// هناك الكثير من العوامل ومنها مراكز الدراسات التي تعود لأجهزة المخابرات//الاعلام الاجتماعي او كما هو معروف مواقع التواصل الاجتماعي بات نمطا في السلوكيات الاجتماعية للشباب وكل الشرائح وبدءا من أعلى هرم السلطة// هذا الاعلام الاجتماعي يفرض اعادة صياغة مفاهيم الاعلام وعلاقته بالناس وبالشرائح وبالسلطة وبمختلف قطاعات الحياة//
في مختلف صنوف الاعلام من مكتوب ومرئي ومسموع// ماذا يقدم الاعلام العربي للجيل الجديد.. للشباب في ظل ما تشهده منطقتنا من حرائق وارهاب وتفسخ سياسي والأخطر اننا امام اضطراب مجتمعي في الكثير من دولنا حيث بات المجتمع في دائرة تهديد التفكك ..
هل ينجح الاعلام في اعادة صياغة علاقته مع المجتمع وشريحته الأهم الشباب// هل ينجح في إعادة صياغة علاقته مع السلطة.. هل ينجح في وضع مفاهيم جديدة للمساهمة في صناعة الرأي العام والتأثير به في ظل تحدي السوشال ميديا وهي اعلام مجتمعي //
الجميع مكشوف أمام الجميع//سقطت كل مسميات الأسرار باستناء الأسرار المعنية بالأمن القومي لكل بلد//
صحيح ان الاعلام بات متخصصا قطاعيا في كل مجتمع ليبقى الاختلاف في معايير وضوابط ومحددات كل مجتمع المنبثقة عن البنية الاجتماعية اولا/
اذا كان الاعلام السياسي هو الأكثر تأثيرا في صناعة الرأي العام كون السياسة تعني القضايا الوطنية// فهذا لا يلغي ان باقي قطاعات الاعلام ليست اقل تأثيرا في قضايا حياتية يومية// الصحة لها اعلامها العقارات لها اعلامها الفن له اعلامه السياحة لها اعلامها الطبخ له اعلامه :الخ: السوسال ميديا حولت الشاب المواطن الجميع الى شركاء اعلاميين وانتجت علاقات جديدة على كل المستويات.. بين المواطن والسلطة ..بين المواطن والاعلام.. بين المواطن وقضاياه..// ولكن التحدي كيف يقدم المنتوج الاعلامي للجمهور // ما هي معاييره// هل من معايير ثابتة ام يحتاج الاعلام الى خلق وابداع مفاهيم جديدة على الاقل تحافظ على تأثيره ومصداقيته امام الرأي العام//
قد تفيد المقارنة في لعبة الصورة اذا ما تحدثنا عن المرئي بين اعلامنا العربي والاعلام الاجنبي وربما الغربي تحديدا لاننا اخذنا من مدارسه.. حتى في الجرائم الجنائية على سبيل المثال تسقط في معظم اعلامنا المحرمات لنصل الى عرض صور الضحية بكل ما تعرضت له من فظاعات بينما وفي حالات نادرة جدا لنجد صورة ضحية على شاشة غربية..ورغم ذلك ندعي اننا نحرص على انسانيتنا..اذا .. العلاقة بين الاعلام والمجتمع تحتاج الى الكثير من البحث والتدقيق لاعادة صياغتها.. وايضا بين الاعلام والسلطة.. المواطن وفي ظل تحول كوكبنا الارضي الى قرية صغيرة لا تنجح معها لغة التستر والاسرار والتعمية تعرض لاعادة تشكيل في وعيه.. لم يعد المواطن وهنا نسجل نقلة نوعية في علاقة الاعلام والسلطة .. لم يعد للاعلام التقليدي حضور في وعي الجمهور لا سيما لغة استقبل وودع.. فالتغيير فرض تأثيره ايضا او التطور في الاعلام الاجتماعي التواصلي فرض تأثيره على وعي السلطة ايضا لتتحول قضايا المواطن ليست الى هاجس وحسب وانما الى نهج رسمي..
يجب على الاعلام الخروج من منطق الاستهلاك.. لا يمكنه ان ينجح في لغة الاقناع من الزاوية التي يختارها بناء على مصلحة بعينها. لا يمكنه ان يصنع اساطير اعلامية او شخصيات او مخلوقات اعلامية خارقة..
نحن الآن في عصر الاعلام التواصلي في عصر سطوته امام سلطة اعلام تواصلي قد يستمر لعقود ويطبع سلوك البشرية جمعاء بمفاهيمه// ليس علينا القول كيف نواجهه وليس علينا الخوف منه وانما علينا خوض معركة الاستفادة منه للتوصل الى معايير جديدة تحفظ القيم الاجتماعية والا نسانية لمجتمعاتنا// ولعل مدينة دبي للاعلام هذا الانجاز السباق الذي يمكن وصفه بالجامعة العربية للاعلام بحكم تلاقي الجميع تجد نفسها امام تحديات لابداع المفاهيم والمعايير الجديدة// ولعل ايضا ما قرره او استشرفه ذلك الرجل الاستثنائي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بانشاء وتأسيس منتدى دبي للاعلام قد وضع الجميع امام مسؤولياتهم وفي مقدمتهم من يوصفون بصناع الاعلام.. كيف نصنع اعلامنا الجديد ؟ كيف نحول سلطة اعلام التواصل الى رافد لتطوير مجتمعاتنا وليس الى وسائل تدمير وتخريب وتشويه .. نحن من بنية اجتماعية أسرية نحن مجتمعات أسرية الأسرة هي الاساس والعماد..كيف نحفظها ونطور اساليب العيش .. بالتأكيد ليس باستنساخ الاعلام الغربي ومفاهيمه لا سيما في صناعة الفن بكل تلاوينه وهو الذي رفع شعار صناعة النجوم الكرتونية بعيدا عن الفن الراقي موسيقيا وانما استهدف فقط الربح المالي..منتدى دبي للاعلام لا تنحصر مهمته واهدافه في استعراض البكاء على واقعنا والذي أسسه الرجل كي يقول للاعلام اصنعوا الجديد والراقي بكل حرية مسؤولة.. ماذا نقدم لاطفالنا .. هل نقدم المادة العنفية كما تقدم الكثير من القنوات .. هل نربي اطفالنا على لغة العنف ومعظمها مستورد.. كيف نواجه معضلة الارهاب بكل عناوينه السياسية والامنية والفكرية.. الثقافة اولا واخيرا وعمادها الحوار والتلاقي لافساح الطريق للابداع..
مفهوم الحياد والموضوعية في الاعلام لعلهما الشعاران الاكثر خطورة .. لا حياد في الاعلام ولا موضوعية ولعلي قد اجد في مفهوم التوازن ما نفتقده في عالمنا الاعلامي الضارب من الارض الى السماء
..واذا جاز التعبير فإن دبي باتت مدينة كل المدن او" مجمعات سكنية ذات مجتمعات واختصاصات فهناك مجتمع اعمال " مجتمع تجارة دولية" مجتمع البنوك" ومجتمع الأبراج العقارية" وايضا هي مجتمع ثقافة اسمح لنفسي بأن أصفها بالحديثة: ثقافة الاعلام" وليس غريبا أن لكل هذه المجتمعات المؤتلفة تحت سقف دبي اسم مثل مدينة المعرفة ومدينة الاعلام .. الخ.
مئات المؤسسات الاعلامية غير الامارتية اختارت دبي مقرا لها ليس لتوفر أسباب الراحة وكل ما يحتاجه المواطن او الوافد او العابر او لأسباب التسهيل القانوني والاداري// القضية تتصل بما توفره دبي من حرية تعبير اعلامية كما سبق وذكرت على قاعدة الحرية المسؤولة// وليس صدفة انها تستضيف سنويا منتدى اعلامي كبير يجمع المئات من اربع جهات الارض//
وطالما ارتبط الاعلام بكل انواعه من مكتوب ومرئي ومسموع بالحربة بما يعني البحث عن الحقيقة ونقل الحدث والتدقيق بصدقيته وبحرفية مهنية// فالحرية هنا كي تقترن بالابداع فيعني بأحد جوانبه الاختلاف في الرؤى والقراءة لما بين السطور// وهنا تأتي ميزة اساسية لا يتمتع بها سوى قلة في الدول العربية// انها المدينة الاعلامية في دبي// ميديا سيتي// وبغض الطرف عن الاعلام الاجنبي بين جنباتها // فإن هذه المدينة باتت بمثابة جامعة الاعلام العربي على وزن جامعة الدول العربية// هي جامعة لكل مشارب واهواء الاعلام العربي وبكل تلاوينه من سياسية وتجارية وفنية ومعها اعلام التواصل الاجتماعي
في دبي يبدو اقتصاد المعرفة بات احد عناوين المدينة الامارة// الامر لا يقتصر على الميديا سيتي حيث العالم في دبي بمعظم شاشاته ولم تحول المدينة العالم الى قرية صغيرة كما قيل ويقال انما واحة لمنابع المعرفة ومكوناتها الحديثة // وهنا الى جانب مدينة دبي للاعلام// هناك دبي للانترنيت // وقرية المعرفة ودبي للتكنولوجيا /لتتثبت مقومات اقتصاد المعرفة//
اذا وضعنا جانبا ما قدمته وتقدمه دبي كملتقى اعلامي عالمي وعربي// تثير التساؤلات نفسها حول الاعلام العربي// هل لدينا اعلام عربي بعيدا عن الهياكل والمؤسسات بمعنى الاعلام المبدع الهادف الصادق صاحب الرسالة الاجتماعية الثقافية الانسانية وليس فقط سياسية وما تحمله من صراعات// هل يسجل اعلامنا تقدما // هل يتماشى ويواكب ما يجري في العالم من تطورات مذهلة ومتسارعة في قطاع الاعلام والتواصل والتكنولوجيا الاعلامية/ بالطبع هذا يحتاج الى الكثير من البحث والتحقق// أين اعلامنا كعرب من اعلام العالم// لا اقصد الكلام الممجوج عن الحريات والتعبير والديمقراطية التي باتت في الغرب مجرد شعارات لأهداف سياسية//
اين اعلامنا//
مع التطورات السريعة والمتسارعة التي تشهدها ثورة الاتصالات والتكنولوجيا يتحتم على الاعلام البحث في مفاهيم جديدة ومعايير جديدة للمهنة طالما ان الاعلام يهدف لصناعة الرأي العام وإعادة صياغته احيانا كثيرة//صناعة الرأي العام لم تعد حكرا على الاعلام// هناك الكثير من العوامل ومنها مراكز الدراسات التي تعود لأجهزة المخابرات//الاعلام الاجتماعي او كما هو معروف مواقع التواصل الاجتماعي بات نمطا في السلوكيات الاجتماعية للشباب وكل الشرائح وبدءا من أعلى هرم السلطة// هذا الاعلام الاجتماعي يفرض اعادة صياغة مفاهيم الاعلام وعلاقته بالناس وبالشرائح وبالسلطة وبمختلف قطاعات الحياة//
في مختلف صنوف الاعلام من مكتوب ومرئي ومسموع// ماذا يقدم الاعلام العربي للجيل الجديد.. للشباب في ظل ما تشهده منطقتنا من حرائق وارهاب وتفسخ سياسي والأخطر اننا امام اضطراب مجتمعي في الكثير من دولنا حيث بات المجتمع في دائرة تهديد التفكك ..
هل ينجح الاعلام في اعادة صياغة علاقته مع المجتمع وشريحته الأهم الشباب// هل ينجح في إعادة صياغة علاقته مع السلطة.. هل ينجح في وضع مفاهيم جديدة للمساهمة في صناعة الرأي العام والتأثير به في ظل تحدي السوشال ميديا وهي اعلام مجتمعي //
الجميع مكشوف أمام الجميع//سقطت كل مسميات الأسرار باستناء الأسرار المعنية بالأمن القومي لكل بلد//
صحيح ان الاعلام بات متخصصا قطاعيا في كل مجتمع ليبقى الاختلاف في معايير وضوابط ومحددات كل مجتمع المنبثقة عن البنية الاجتماعية اولا/
اذا كان الاعلام السياسي هو الأكثر تأثيرا في صناعة الرأي العام كون السياسة تعني القضايا الوطنية// فهذا لا يلغي ان باقي قطاعات الاعلام ليست اقل تأثيرا في قضايا حياتية يومية// الصحة لها اعلامها العقارات لها اعلامها الفن له اعلامه السياحة لها اعلامها الطبخ له اعلامه :الخ: السوسال ميديا حولت الشاب المواطن الجميع الى شركاء اعلاميين وانتجت علاقات جديدة على كل المستويات.. بين المواطن والسلطة ..بين المواطن والاعلام.. بين المواطن وقضاياه..// ولكن التحدي كيف يقدم المنتوج الاعلامي للجمهور // ما هي معاييره// هل من معايير ثابتة ام يحتاج الاعلام الى خلق وابداع مفاهيم جديدة على الاقل تحافظ على تأثيره ومصداقيته امام الرأي العام//
قد تفيد المقارنة في لعبة الصورة اذا ما تحدثنا عن المرئي بين اعلامنا العربي والاعلام الاجنبي وربما الغربي تحديدا لاننا اخذنا من مدارسه.. حتى في الجرائم الجنائية على سبيل المثال تسقط في معظم اعلامنا المحرمات لنصل الى عرض صور الضحية بكل ما تعرضت له من فظاعات بينما وفي حالات نادرة جدا لنجد صورة ضحية على شاشة غربية..ورغم ذلك ندعي اننا نحرص على انسانيتنا..اذا .. العلاقة بين الاعلام والمجتمع تحتاج الى الكثير من البحث والتدقيق لاعادة صياغتها.. وايضا بين الاعلام والسلطة.. المواطن وفي ظل تحول كوكبنا الارضي الى قرية صغيرة لا تنجح معها لغة التستر والاسرار والتعمية تعرض لاعادة تشكيل في وعيه.. لم يعد المواطن وهنا نسجل نقلة نوعية في علاقة الاعلام والسلطة .. لم يعد للاعلام التقليدي حضور في وعي الجمهور لا سيما لغة استقبل وودع.. فالتغيير فرض تأثيره ايضا او التطور في الاعلام الاجتماعي التواصلي فرض تأثيره على وعي السلطة ايضا لتتحول قضايا المواطن ليست الى هاجس وحسب وانما الى نهج رسمي..
يجب على الاعلام الخروج من منطق الاستهلاك.. لا يمكنه ان ينجح في لغة الاقناع من الزاوية التي يختارها بناء على مصلحة بعينها. لا يمكنه ان يصنع اساطير اعلامية او شخصيات او مخلوقات اعلامية خارقة..
نحن الآن في عصر الاعلام التواصلي في عصر سطوته امام سلطة اعلام تواصلي قد يستمر لعقود ويطبع سلوك البشرية جمعاء بمفاهيمه// ليس علينا القول كيف نواجهه وليس علينا الخوف منه وانما علينا خوض معركة الاستفادة منه للتوصل الى معايير جديدة تحفظ القيم الاجتماعية والا نسانية لمجتمعاتنا// ولعل مدينة دبي للاعلام هذا الانجاز السباق الذي يمكن وصفه بالجامعة العربية للاعلام بحكم تلاقي الجميع تجد نفسها امام تحديات لابداع المفاهيم والمعايير الجديدة// ولعل ايضا ما قرره او استشرفه ذلك الرجل الاستثنائي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بانشاء وتأسيس منتدى دبي للاعلام قد وضع الجميع امام مسؤولياتهم وفي مقدمتهم من يوصفون بصناع الاعلام.. كيف نصنع اعلامنا الجديد ؟ كيف نحول سلطة اعلام التواصل الى رافد لتطوير مجتمعاتنا وليس الى وسائل تدمير وتخريب وتشويه .. نحن من بنية اجتماعية أسرية نحن مجتمعات أسرية الأسرة هي الاساس والعماد..كيف نحفظها ونطور اساليب العيش .. بالتأكيد ليس باستنساخ الاعلام الغربي ومفاهيمه لا سيما في صناعة الفن بكل تلاوينه وهو الذي رفع شعار صناعة النجوم الكرتونية بعيدا عن الفن الراقي موسيقيا وانما استهدف فقط الربح المالي..منتدى دبي للاعلام لا تنحصر مهمته واهدافه في استعراض البكاء على واقعنا والذي أسسه الرجل كي يقول للاعلام اصنعوا الجديد والراقي بكل حرية مسؤولة.. ماذا نقدم لاطفالنا .. هل نقدم المادة العنفية كما تقدم الكثير من القنوات .. هل نربي اطفالنا على لغة العنف ومعظمها مستورد.. كيف نواجه معضلة الارهاب بكل عناوينه السياسية والامنية والفكرية.. الثقافة اولا واخيرا وعمادها الحوار والتلاقي لافساح الطريق للابداع..
مفهوم الحياد والموضوعية في الاعلام لعلهما الشعاران الاكثر خطورة .. لا حياد في الاعلام ولا موضوعية ولعلي قد اجد في مفهوم التوازن ما نفتقده في عالمنا الاعلامي الضارب من الارض الى السماء